السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
"
آمين " هي كلمة تختم بها الصلوات معناها " إني أصدق و أثبت على الإيمان " ، و يستعملها المسلمون و النصارى و اليهود باللفظ ذاته و المعنى ذاته ، و هى من تراث أبينا إبراهيم على نبينا و عليه أفضل الصلاة و السلام .
وكلمة (
آمين ) ذات أصول سامية و سريانية قديمة ...
و قد وردت هذه الكلمة فى الكتب المقدسة القديمة ( العهد القديم أو التوراة , و العهد الجديد أو الإنجيل ) ...
يعود أصلها فى التوراة و الإنجيل إلى اللغة السريانية
من المعروف أن اللغة العربية لغة سامية , و أن اللغات السامية تنتمى إلى أسرة لغوية أكبر هى أسرة اللغات السامية الحامية .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
اقتباس : ‹ تحديد للنسخ ›
و النظرية السائدة فى الدراسات السامية الحامية أن أصل تلك اللغات من الجزيرة العربية .
أما أصلها اللغوى فهى مشتقة من الجذر / أ م ن / الذي اشتق منه / الإيمان / . و معنى هذا الجذر الأساسى فى اللغات السامية والحامية هو " صدَّق ، ثَبَت ، ثبت بالإيمان " كما ترى في / أمِنَ / فى العربية ، و فى / آمن / . و مثله فى الحبشية : / أَمَنَ / " ثبتَ (بضم الباء) " ، و فى الحميرية : / أمنت / " أمانة " ، و فى السريانية : ܐܡܝܢ : أمين " ثابت ، قوي ، سرمدي " ، و كذلك في العبرية: אמן : آمِن " آمي ن" و كذلك אמנם : أمنَم " حقا ". و الكلمة العبرية الأخيرة منصوبة على الحال بالميم و هو من بقايا الإعراب فى الساميات الذى كان فيها بالميم ثم أصبح فى العربية بالنون ( التنوين ) .
و لقد وردت الكلمة فى اللغات الحامية ، بنات عم اللغات السامية ، أذكر منها المصرية القديمة / م ن / " ثبت ، صدق " . و من هذا الجذر أشتق أيضا اسم الإله المصري القديم " آمون " ، الذي كان يعبد فى " نو " ، و الذى ورد فى اسم الفرعون " توت عنخ آمون " . و ربما رد بعض الملاحدة الدهريين كلمة " آمين " إلى اللغة المصرية القديمة ، مثلما ردوا التوحيد الذي دعا إليه نبي الله موسى ، على نبينا و عليه أفضل الصلاة و السلام ، إلى ديانة إخناتون ، و فى ذلك نفى لأصلها السماوى . و من الجدير بالذكر أن ديانة إخناتون لم تكن توحيدية كما زعم فرويد وغيره لأنها كانت تعتبر إله الشمس " رع " الإله الأكبر دون نفي وجود الآلهة الآخرى ، بينما تقوم عقيدة التوحيد لدى المسلمين و النصارى و اليهود على الإيمان بالإله الواحد خالق السماوات و الأرض و ما بينهما ، الذي عرف البشرية بذاته العليا بواسطة الوحى إلى الأنبياء و الرسل ، عليهم السلام . فديانة إخناتون كانت مشوبة بالشرك ، وتسمى " التوحيد المشوب بالشرك " ( Henotheism ) ، بعكس " التوحيد " المطلق ( Monotheism ) ، فليتنبه إلى ذلك .