أنا الشقي التائه بين الشموع الباهتة أبحث عن ديوان جدي .....ذكريات عمي........ عن قهوة أمي لأبحر في ذكريات طفولتي كي أصل إلى كهفي. في ذاك الجبل الجاثم على ثدي حبيبتي يوجد كهفي و منبر صراخي وبداية وحدتي يستقبلني بظلامه الدامس تحفني الخفافيش تمسح دموعي و تخيط جراحي العميقة تجولت داخل مقامي الجديد صادفت عنكبوتا سعيدة داخل بيتها المنسوج بالحزن القاتم....أكملت مسيري فأوقفني الذئب واسمعني مقاطع من البحر الطويل فتذكرت بيت امرئ القيس قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل .....لازال الكهف طويلا ولم أتعرف على نزلائه ضايقتني رائحة الرطوبة والأصوات الغير المفهومة تابعت سيري نحو شئ جذبني كان شديد السواد لم أخف لأني ودعت الخوف عند باب الكهف ما كدت أمضي خطوتين حتي أوقفني باز وصقر عرفت من زيهما أنهما حارسان ...... بادرني الباز بالسؤال إلى أين ؟ ومن أنت ؟ أجبته أنا الذي ودعت الخوف عند باب الكهف وحملت قناع الشجاعة أنا الذي رحبت به الخفافيش وابتسمت له العنكبوت أنا الذي حرقت بطاقة تعريفي أنا بدون هوية أنا القادم من دخان المدينة أنا المتمرد على جلادي الثائر على صخب المدينة غلبني الضحك وقلت أنا الإنسان البائس....أمرني الصقر بالدخول قائلا حي رئيسنا اندهشت لعبارة رئيس حتى في هذا الكف يوجد رئيس علمتني المدينة السكوت فدخلت وحييت الأسد فوق عرشه ومن حوله الطيور حاشيته بدأت علي عبارات الحيرة والتعجب لكن الرئيس قطع علي خيط تفكيري أنت الذي أتى يطلب اللجوء عندنا تأملني قليلا وأشار علي ثم تراجع ثم قال أرحب بك في كهفنا لكن عليك أن تلتزم بمبادئ الظلام
أسندت رأســي على صخرة باردة فتذكرت غرفتي الصغيرة وسريري وأحلامي الوردية قارنت بين هذا وذاك فوجدت أن الميزان مختل
من وسط هذا الكف سأجعل نفسي تخرج عن صمتها تتحدث لهؤلاء عن العالم الذي يجهلونه عن وادي الدماء التي سالت من عروق آلاف ألأبرياء....أحسست بالكلمات تخرج من أحشائي كالنار وتتجه نحو حلقي كان عرقي يتصبب تمنيت لو ترجع تلك الكلمات إلى حيت يريدون لكنها كانت أقوى مني وخرجت الشرارات تلفح وجوههم وأخيرا تكلمت فتجمعت حولي أفواه أعياه الصمت كانت تنتظر سقوطي وانكساري وهذا خطابي إليكم يا سادة يا كرام:
عصرنا عصر القوة للقوي عصر التبعية عصر الخيانة والتطبيع أطفال تموت لأنها لم ترتوي حليب أمها التي ماتت من شدة الجوع والبرد....ينادون بالحرية والديمقراطية لكنهم وضعوا لكم تمثال الحرية فنسوكم أيها الجياع
علمونا كيف نسكت ونمد أيدينا من أجل حفنة أرز ومن ينطق يذهب إلى حيت يريدون لكن لابد للجياع أن يكسروا حاجز الصمت في يوم ما ....في مكان ما ....
كنت أصرخ بأعلى صوتي في وجه الانتظار وكنت أتلقى رد الإعصار من فواهة البركان يا سادة يا كرام