يحتل الدعم التربوي موقعا مركزيا في العملية التعلمية، ويكتسي أهمية بالغة في سياق التوجه الجديد الذي تصبو المؤسسة التربوية إلى الانخراط فيه لتحقيق الجودة، وقد جعل الميثاق الوطني ومسوم 17 يوليو 2002 أنشطة الدعم التربوي لمن يحتاجها مكونا أساسا من مكونات البرامج المحلية التي تعدها المؤسسة. وفي هذا الإطار تندرج الأنشطة التي تهدف إلى إيجاد حلول لتعثرات التلاميذ سواء اتخذت شكل أنشطة داخل الفصل الدراسي أم كانت أنشطة موازية. إذ "الدعم مكون من مكونات عمليات التعليم والتعلم يشغل، في سياق المناهج الدراسية، وظيفة تشخيص وضبط وتصحيح وترشيد تلك العمليات من أجل تقليص الفارق بين مستوى تعلم التلاميذ الفعلي والأهداف المنشودة على مستوى بعيد أو قريب المدى.وتتحقق هذه الوظيفة بواسطة إجراءات وأنشطة ووسائل وأدوات تمكن من تشخيص مواطن النقص، أو التعثر، أو التأخر، وضبط عواملها لدى المتعلم، وتخطيط وضعيات الدعم وتنفيذها ثم فحص مردودها ونجاعتها." (كتاب مرجعي في الدعم التربوي، وزارة التربية الوطنية).
يحيل هذا التعريف على عناصر أساس في سيرورة الدعم التربوي وهي التشخيص، وبلورة عمليات دعم متباينة وملائمة لوضعيات محددة من أجل الوصول إلى هدف منشود. ويحدد دليل الحياة المدرسية مجالات الدعم في جوانب تتعلق بالمعلومات المعرفية ومهارات التطبيق والتحليل وتلك التي تهم التركيب والحكم والابتكار. ومن هنا يعد الدعم التربوي مكونا محوريا في عملية التتبع والتقويم المتواصلة لأداء التلاميذ وانخراطهم في الحياة المدرسية.
ولبلوغ هذا المبتغى، أي تحقيق مدرسة مفعمة بالحياة وقادرة على تهيئ المتعلم/ة لمتطلبات الحياة، ينبغي تفعيل الدعم في إطار 15 في المائة من مدة التكوين المخصصة لأنشطة البرامج المحلية، وهي أنشطة تخصص لها الإيقاعات المدرسية الحالية أسابيع محددة تخلل السنة الدراسية.
ومن المبادئ التي ينبغي استحضارها في إعداد أنشطة الدعم التربوي:
• ربط الأنشطة بتتحسين جودة التعلمات؛
• تنويع أشكال الدعم التربوي وطرقه؛
• ابتكار أشكال جديدة وتطبيقات جديدة للدعم وتجنب الطرق التقليدية؛
• تشجيع تبني مقاربات جديدة في الدعم عبر :
o تعاون التلاميذ مع بعضهم البعض؛
o الاعتماد على التعلم الذاتي عبر تقنيات متعددة ومختلفة كعمل المجموعات والإعلام المدرسي وأنشطة النوادي والإعلاميات وغيرها...
o الدعم النفسي للتلاميذ المتعثرين؛
o إشراك آباء وأولياء التلاميذ في أنشطة الدعم إن تيسر ذلك؛
o إشراك فاعلين من المحيط السوسيو اقتصادي في الدعم التربوي؛
o اعتماد البيداغوجيا الفارقية في أنشطة الدعم التربوي؛
o أهمية تبني استراتيجية للتتبع والتقويم من أجل استثمار أنجع لأنشطة الدعم التربوي