sakennet.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

sakennet.com

عالم الانترنت
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المكتبة المدرسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sarabital315
مدير المنتدى
مدير المنتدى
sarabital315


المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 20/11/2007
العمر : 65

المكتبة المدرسية Empty
مُساهمةموضوع: المكتبة المدرسية   المكتبة المدرسية Icon_minitime1الجمعة نوفمبر 30, 2007 5:32 am

5
- - كيف تنمى عادة القراءة لدى المتعلمين ؟ :
تقول إحدى الباحثات في مجال المكتبات المدرسية " الحاجة إلى القراءة الحرة أصبحت ماسة و ضرورية ، بل أساسية تماما ، كحاجتنا إلى الحركة و النمو و إلى المشي والكلام " .(12) ولكن ما هو السبيل إلى جعل القراءة الحرة حاجة ماسة ؟ وكيف تبدأ هذه الحاجة و متى نشعر بها ، وكيف ننميها ..؟ هذه هي الأسئلة التي لم تطرح بجدية و لم تعالج بالقدر الكافي من المسؤولية و العمق و الواقعية حتى نقف على المعوقات الحقيقية التي تحول دون القراءة الحرة ، وبالتالي معرفة الخلفيات الاجتماعية و النفسية و الاقتصادية في ظاهرة الابتعاد عن هذه الحاجة الماسة ، حاجتنا إلى القراءة الحرة .
إن فعل القراءة عملية بناء تساهم فيها ذات المتعلم بنشاط و فعالية ، خصوصا إذا كان القارئ يحس بالمتعة في ما يقرأ ، وكلما ازدادت هذه المتعة ازداد انجذاب القارئ نحو المزيد من القراءة ، وبهذه الطريقة تترسخ عادة القراءة .وعلى المكتبة المدرسية أن تشجع التلاميذ في المستويات الأولى على الخطوة الأولى لملامسة الكتاب و تكسير الحاجز الوهمي بين الطفل و الكتاب . وحتى تنشأ بين الكائن الإنساني والكائن الورقي مودة و صداقة دائمة كان من الضروري البحث عن أنجع الوسائل لجعل هذا القارئ المفترض مترددا على المكتبة المدرسية ، منخرطا في فضائها شاعرا بألفة المكان وبصداقة و محبة المسؤولين له .
ومن أهم الخطوات الممهدة لضمان صداقة التلميذ للمكتبة المدرسة حصوله على ما يريد قراءته بسرعة و سهولة ، حتى يتقوى لديه مع مرور الوقت ألفة الاحتكاك و الاتصال بالكتاب . وعدم إرغامه على قراءة ما لا يرغب فيه ، ولا سيما في المراحل الأولى من التعليم .
ويبدأ تعويد الطفل على القراءة قبل دخوله المدرسة ، وذلك بتركه يتعرف على الكتب المصورة في البيت و في رياض الأطفال و في مؤسسات ما قبل التمدرس " فإذا ما وضعت هذه الكتب بين يدي الطفل ليقلب صفحاتها و يتأمل صورها و يستمتع بألوانها فإنها تساعده على توسيع مجاله الإدراكي ، ونمو ثروته اللغوية ". ( 13) فتصفح الأوراق ومشاهدة الصور تجربة هامة في حياة الطفل قبل أن يتعلم القراءة ، لأن الكتاب بالنسبة له في هذه المرحلة مجرد لعبة من ورق .
ولا شك أن هذا الاتصال المبكر بالكتاب سيكون له أثره النفسي العميق على مشاعر و اهتمامات الطفل ، وسيكون لها الأثر البعيد في تنمية خياله و قدراته الحسية الحركية بما يسقطه على ما في الكتاب من صور و رسوم للطبيعة و الحيوانات ..وهو بذلك " يقرأ حياته و يعبر عنها و يمثلها في مسرح حقيقي من خلال كتبه المحببة ". ( 14)
وتزداد ألفة التلميذ وصداقته لمكتبة المدرسة كلما وجد فيها تنوعا و غنى في الكتب و المجلات والأشرطة وغيرها من الوسائط السمعية البصرية التي تفسح له مجال اختيار المواضيع و الأشكال التي تتلاءم وميولاته واهتماماته ومستواه و قدرته على الفهم و الاستيعاب ، و تشبع لديه رغبة الفضول المعرفي والعلمي و الخيالي، وتجعله يشعر بالمتعة فيما يقرأ ، لأن الطفل " لكي يميل إلى القراءة ليس بحاجة إلى أن يعرف أن القراءة ستكون مفيدة له في المستقبل ، ولكن عندما يقتنع أن القراءة ستفتح له الباب نحو تجارب ممتعة وتساعده على فهم العالم و على التحكم في مصيره " ( 15 )
وكلما أدرك التلميذ أهمية القراءة الحرة و مزاياها و فوائدها القريبة و البعيدة إلا وكان إقباله و مواظبته عليها أكثر ، وهنا يتجلى دور المدرسين و قيم المكتبة في تعريف التلميذ بهذه المزايا و الفوائد ولاسيما في التعليم الإعدادي والثانوي ، فالتلميذ في حاجة إلى من يرشده و يوجهه ويعطيه إمكانية اختيار
ما يقرأ ، في جو من الصداقة و الحوار والتفاهم و تبادل الرأي والمناقشة ، وهو ما يعطي التلميذ فرصة التعبير عن أفكاره و رغباته و تصوراته مما ينمي لدية قوة الشخصية والاعتزاز بالنفس ويولد فيه الجرأة على إبداء الرأي الحر المستقل و يكون لديه ملكة النقد و الكتابة .
ومن المفيد جدا أن يعرف التلميذ في هذه المستويات ما تتيحه المواظبة على القراءة الحرة المتنوعة من إمكانية التفوق الدراسي، و تنمية التفكير و القدرة على الفهم و الاستيعاب ، وتكوين الشخصية المستقلة ،وتحقيق المتعة الذهنية ، و ما تضفيه عليه في المستقبل من قيمة اجتماعية و أدبية و علمية .
يقول د .عبد الرزاق جعفر : " لا نستطيع أن نزعم أننا فزنا في ( معركة القراءة ) إلا إذا رأينا الطفل يأتي إلى الكتاب ، من تلقاء ذاته ، دون مساعدة منا ، أو حتى دون موافقتنا ". ( 16) وهي معركة بالفعل بين النفور و الإقبال على القراءة . ويرجع الكاتب هذا النفور من القراءة إلى فكرة أساسية وهبي : أن الطفل يرفض الكتاب عندما يشعر به و كـأنه غرض تافه لا قيمة له أو عندما يشعر بالكتاب وكأنه عدو له . ويرى بأن هذه الحالة توجد في جميع الأوساط التي لا تهتم بنمو الطفل الفكري والثقافي .
وعلى ضوء هذا الرأي يمكن أن نطرح التساؤل التالي ، ما هو موقفنا إزاء ظاهرة عدم إقبال الطفل على الكتاب و النفور من القراءة ؟

إننا لا نستطيع أن نجعل الطفل يقبل على القراءة دفعة واحدة و بالإكراه ، وقد يبدي مقاومة إذا أرغمناه على هذا الفعل الذهني النفسي الوجداني، لكن نبدأ باختيار قصة أو حكاية أو كتابا آخر مشوقا ونابضا بالحياة نلتمس فيه أنه سيستهويه ، ثم نقرأ جزءا منه على الطفل ونحثه على قراءة الجزء المتبقى .وبعد ذلك نتبع قاعدة التدرج من السهل إلى الصعب ، أو من البسيط إلى المركب مع مراعاة تنويع الأساليب والأشكال من سرد و حوار و مقالة .. متفادين وضع كل أشكال الحواجز و العراقيل أمام الطفل " وعلينا أن نلاحظ صعوبات كل قارئ صغير وأن نقترح له القراءة المناسبة . وهذا يتطلب من المربي الحصيف تواضعا عظيما وواقعية كبيرة . " ( 17)
ويمكن أن نتدرج مع التلاميذ من خلال ما يسمى ب ( الكتاب - الطعم ) فتوزع على التلاميذ
الذيــن لا يترددون على المكتبة ، من خلال المكتبات الصفية الموجودة داخل الفصل الدراسي، كتبا تتصف بالبساطة و الوضوح في اللغة و المضمون و التشويق والجاذبية و الجمالية في الشكل و المحتوى .وقد تكون قصصا منتقاة بعناية لأن القصة عادة تتضمن أفكارا و معلومات متنوعة ، فضلا عما تحمله من تخيلات و تصورات ، ودعوة إلى اتخاذ مواقف و أنماط سلوك " فالطفل شديد التعلق بالقصص ، فهو يتجاوب مع موضوعاتها ، ويتوحد مع شخصيات أبطالها ، ويتعايش مع أحداثها و أفكارها " ( 18) ولا ننسى دائما قاعدة التدرج مع التلاميذ ، القراء المفترضين ، بحسب نموهم و تطورهم ، وأن نقيم حوارا معهم في مجالات اهتماماتهم ، مع الاعتماد على الاقتراح بدل الحظر والزجر ، مع تفادي ما أمكن أسباب الملل التي تسببها بعض السلوكات أثناء القراءة .
6 - المكتبة المدرسية مركز للتعلم الذاتي:
إن التعلم الذاتي هو مطمح التربية الحديثة و نحن " إذا استطعنا أن نجعل من تلامذتنا قراء و بحاثا سنكون قد وضعنا بين أيديهم وسيلة مهمة للتفتح على الحياة و أداة أساسية للتمكن من القيام بعملية التكوين الذاتي auto-formation ) ) .( 19 ) وفي هذا الصدد فإن تعاون المدرسين وقيم المكتبة المدرسية يعتبر ضروريا ، فالمدرس من خلال الحث و التوجيه و التشجيع والتحفز ، وقيم المكتبة المدرسية بوسيلة الاحتضان و المساعدة و توفير الكتب و المراجع التي تساعد التلميذ على البدء في الخطوات الأولى في التعلم الذاتي و الوصول إلى المعلومات و المعارف بنفسه ، فكلما بذل التلميذ مجهودا أكبر عن رغبة ذاتية لتعلم ما يرغب فيه إلا وكان تحصيله أكبر و أسهل و أنفع .
إن القراءة الحرة هي بوابة التكوين الذاتي الذي يعد عنصرا تربويا أساسيا للدخول في عالم البحث والتعمق و الاستقلال الفكري ، والوصول إلى آفاق أرحب للمعارف والمعلومات ، فلا غرو إذن أن تركز النظريات و الاتجاهات التربوية الحديثة على فعالية و نشاط المتعلم ، أي تعليم المتعلم عن طريق مجهوده الشخصي و العمل على إكسابه مهارات التعلم حتى يستطيع أن يعلم نفسه بنفسه " إذ كلما اعتمد التلميذ على نفسه في التحصيل ، وكان توجهه لاكتساب المعرفة عن طواعية و رغبة ذاتية ، إلا وكان هذا التحصيل مجديا فعالا ". ( 20 ) وهكذا تصبح القراءة الحرة تعبيرا عن إرادة وروح التعلم الذاتي ، أو هي بداية لــــــها .
وتعتبر المكتبة المدرسية الفضاء المثالي لإكساب التلاميذ مهارات التعلم الذاتي عن طريق التربية المكتبية أو ما يسمى بالإرشاد المكتبي ، وغرس و تدعيم عادة القراءة و الإطلاع لديهم ، لأن التلميذ الذي يتيسر له الإتصال و التناغم و التحاور مع الكتاب بشكل ثابت و منظم و دائم ستتاح له الفرص السهلة لتنمية مهاراته القرائية ، بالإضافة إلى تحقيق النمو الذاتي من خلال القراءة المستمرة التي تحقق له - وهذا من باب تحصيل الحاصل - الرقي الفكري والعقلي و الوجداني ، بالإضافة إلى متعة تذوق الأفكار السامية والمعاني و المشاعر النبيلة .
بالأساس ، ففيها يتحول النشاط التربوي التعليمي من التعليم إلى التعلم وهذا جوهر ما تصبو إليه المدرسة الحديثة ، كما سبقت الإشارة . وعلى خلاف المدرسة التقليدية بمناهجها و برامجها و طرق تدريسها المعتمدة على التلقين و التخزين واعتماد المدرس كمصدر وحيد للمعرفة ، فإن المكتبة المدرسية المنظمة و المعقلنة تنمي قدرات المتعلم و خبراته القرائية بما توفره له من مصادر ومراجع متنوعة الأوعية و الوسائط ، وبما تتيحه له من ممارسة مختلف الأنشطة التربوية و الاجتماعية و الثقافية ، لأن التعلم في آخر المطاف ما هو إلا " عملية تنتج من نشاط الفرد و تهدف لهدف معين له أهمية عند هذا الفرد وينتج عنها تغيرات في سلوكه " ( 21)
ولكي تقوم المكتبة المدرسية بهذه المهمة التربوية النبيلة فمن الضروري أن يكون فضاؤها باعثا على الارتياح من حيث الشكل و المضمون " لضمان الإقبال عليها و حسن استعمالها حتى تصبح بالإضافة إلى أهميتها في التكوين و التثقيف وسيلة للترويح على النفس بطريقة مهذبة هادفة ". (22) كما أن حسن التنظيم المؤسس على التصنيف والفهرسة والببليوغرافيا يشجع على التردد على المكتبة و يحفز على القراءة و المطالعة .
7 - خاتــــمة :
إن المتتبع لشؤون المكتبات المدرسية في المغرب سيقف على التفاتة وزارة التربية الوطنية في السنوات الأخيرة لهذا المرفق التربوي الهام بعد أن كان عرضة للإهمال و النسيان ردحا من الزمن ، وذلك من خلال
تعيين مؤطرين وقيمين على المكتبات المدرسية وتزويد المكتبات برصيد وثائقي رغم قلته يبقى محمودا . إلا أن معظم مؤسسات السلك الأول من التعليم الأساسي تبقى محرومة من المكتبة المدرسية ومن خدماتها التربوية والتعليمية وخصوصا في العالم القروي ، الذي يعاني أصلا من الافتقار إلى المكتبات العمومية و المراكز التثقيفية و التربوية و دور الشباب ومن كل منابع التأهيل و التنوير والترفيه . ومن هنا يكون من الواجب أن تبذل جهود أكبر لتتمكن أيدي الأطفال الصغيرة في القرى النائية ذات يوم من احتضان كتاب ينعش فيها قوة الفكر والخيال و المشاعر و يحيي فيها الأمل بحياة أفضل في الغد القريب .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saken.ahlamontada.com
 
المكتبة المدرسية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
sakennet.com :: تربويات /الترقية بالاختيار/تارودانت-
انتقل الى: